Featured Video

lundi 7 septembre 2015

خواطر الربيع / حمزة الشافعي: تقديم

(خواطر الربيع)
----حمزة الشافعي----

تقديم

     تقديم إذا كانت الثقافة أساس الهوية، فإن الاعتراف بهؤلاء الذين يصنعون ثقافتنا ويرسخون هويتنا ويسجلون أمجادنا ومآسينا وملاحمنا، أضحى ضرورة ملحة وواجبا وطنيا، وها هو اليوم، في هذا الطور اليباب، ينبغ فارس من فرسان الكلمة الموزونة بين جبال تدغى، شاعر باذخ القامة، يعصر فكره ووجدانه ليصور محيطه الاجتماعي الذي يصارع قسوة الطبيعة المدمرة القائمة على التناقض بين حرارة ملتهبة وبرد قارص، وشح الماء ونضوبه وفيضانات تجتاح الأخضر واليابس.
     إنه الشاعر المتميز حمزة الشافعي، الذي هو إنسان قبل أن يكون شاعرا، إنسان أصيل، أو كما ذهب أفلاطون ذات مرة "إن النفس ترى من الجمال بقدر ما تكون هي نفسها جميلة". فهو يرسم الأشياء وكأنها محرومة من الوجود العيني، فقد استطاع أن يستحضر رعشة الحياة أو الواقع، وأن ينسج القصيدة مركزا على التجربة والخيال والوجدان، أو الانفعال الجواني الذي هو أنفس شيء في الحياة البشرية. وأنا أقرأ الديوان وأتحسس انفعالات الشاعر أجد أن طبيعته شبيهة بفارس بني عبس وشاعرها العظيم عنترة بن شداد، فلو جاز لي أن أطلق لقبا على هذا الشاعر للقبته بعنترة أيت تدغى.
     فقد يوهمنا عنوان هذا الديوان للوهلة الأولى فننساب مع الشاعر متحسسين عذوبة اللحن الربيعي الرومانسي الجميل، ننتظر زقزقة العصافير وهديل الحمام وحفيف أغصان الأشجار، ننتظر تلك الألوان الزاهية التي ترتديها الطبيعة في فصل الربيع وعبق زهور الياسمين و النرجس، لكن سرعان ما نصطدم بذلك اللحن الصاخب، لحن من ناي أجوف، لا يصدر إلا الرعب والخوف والشجن، ونحن نطوي صفحات هذا الديوان ندرك أن شاعرنا يفترع نمطا شعريا ينحو نحو التشظي الشكلي والدلالي.
     لا يعترف شاعرنا بشيء اسمه القالب الشعري، كل ما يعترف به الشاعر هنا هو .....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
 عبد الحكيم المرابط

مراكش في 10-03- 2015

0 commentaires:

إضغط هنا لإضافة تعليق

Enregistrer un commentaire

Blogger Widgets